الرئيسة \  واحة اللقاء  \  جنوب سوريا: رفض شعبي لخريطة الطريق الروسية في درعا 

جنوب سوريا: رفض شعبي لخريطة الطريق الروسية في درعا 

18.08.2021
هبة محمد


القدس العربي 
الثلاثاء 17/8/2021  
دمشق – لـ"القدس العربي" : أعلنت لجنة التفاوض في درعا جنوب سوريا، عبر الناطق الرسمي باسمها، المحامي عدنان المسالمة رفض خريطة الحل الروسية إزاء حواران، وقال المسالمة في بيان نشره على حسابه الشخصي عبر موقع "فيسبوك" إن اللجنة ترفض أي بند يمس بأمن وكرامة أهالي درعا، موضحاً أن البنود الروسية والمقترحة تحت مسمى "خريطة طريق" هي رهن التشاور والتداول للجميع. 
ووفقاً لمصادر مسؤولة لـ"القدس العربي" فقد تضمنت خريطة الحل الروسية، بنوداً تنص على تسليم السلاح الخفيف والمتوسط والثقيل، وتهجير غير الراغبين بالتسوية إلى الشمال السوري، وإعادة المنشقين عن جيش النظام إلى قطعهم العسكرية. 
كما يقضي المقترح الروسي بالسماح لقوات النظام وأفرعه بالبحث عن المطلوبين الذين لم يخضعوا للتسوية، وتسيير دوريات مشتركة للقوات الروسية ومخابرات النظام، وإنشاء نقاط تفتيش في محيط درعا. 
 
"لجنة التفاوض ترفض أي بند يمس بأمن أهلها وكرامتهم" 
المتحدث باسم تجمع أحرار حوران، عامر الحوراني اعتبر في حديث مع "القدس العربي" أنه "لا حلول في درعا قبل تسليم السلاح وتهجير الرافضين ولا حلول من غير السماح لقوات النظام بالتمركز في كل شبر من درعا، فالمشروع الروسي بني على إعطاء النظام الحق في الاعتقال والتهجير والتنكيل بأهالي المحافظة، كما فعل سابقاً وسيفعل لاحقاً" معتبرًا ان "الخارطة الروسية هي نسخة مشوّهة من اتفاق 2018 وهي مبادرة ولدت ميتة لكن الظروف التي يعاني منها أهالي درعا تجعلهم مرغمين على القبول بالحد الأدنى منها درءًا لما هو أعظم". 
وقال المتحدث "تشترط روسيا تسليم الأسلحة والذخائر وتهجير رافضي التسوية إلى الشمال، لتبقى الساحة للنظام وإيران، اللذين لا شك أنهما سيسيطران على ما تبقى من مناطق، بعد القبول بإملاءات الطرف الروسي، في المقابل لم تتضمن خريطة الحل الروسية أي مطالبات للنظام السوري بسحب ميليشيات الغيث التابعة للفرقة الرابعة، ومن معها من ميليشيات حزب الله اللبناني، وقوات أسود العراق، ولواء أبو الفضل العباس، ولواء الرسول الأعظم، المتواجدين في محيط مدينة درعا التي لا تبعد عن الحدود الجنوبية لسوريا أكثر من 10 كم". 
واعتبر أن النظامين الروسي والسوري يحاولان من خلال خريطة الطريق، شق الصف في درعا بين لجنة المفاوضات وأبناء درعا، وذلك "من خلال الإيحاء للأهالي بأن اللجنة وافقت على الخطة وأن الكرة أصبحت في ملعب أبناء درعا وشبانها الرافضين للتسوية الجديدة التي فيما لو تمت ستكون المسمار الأخير في نعش المحافظة ونقلها إلى السيطرة الإيرانية بشكل كامل، وتبقى بذلك الكلمة الفصل لأبناء درعا الذين باتوا يحملون وعياً كبيراً بعد تجربة تسوية 2018، التي لم يلتزم بها الروسي والنظام بنسبة كبيرة جداً مما تم الاتفاق عليه". 
وللمقارنة بين اتفاقي 2018 وخريطة 2021 قال الحوراني "هناك تشابه كبير، فالجانب الروسي فرض اتفاق تموز 2018 وأوهم الأهالي بقرب الإفراج عن أبنائهم من معتقلات النظام، وعودة الجيش إلى ثكناته العسكرية، ووقف كامل للعمليات العسكرية في المنطقة، وكانت نتائج الاتفاق اعتقال نحو 2400 من أبناء المحافظة، وعمليات اغتيال فاقت 750 عملية كثير منها استهدفت كل من يرفض الوجود الإيراني في المنطقة سرًا أو جهرًا، فضلًا عن تسهيل خروج الآلاف من الشبان إلى الشمال المحرر وتركيا، ولاحقًا إلى لبنان وليبيا". 
و نقل أحد وجهاء درعا وعضو لجنة التفاوض أبو علي المحاميد لـ "القدس العربي" رفض الأهالي للحل الروسي وقال "نحن في درعا البلد وطريق السد والمخيمات نرفض خريطة الطريق التي قدمها الروس ولا نوافق عليها، لأنها هي عبارة عن إملاءات وشروط من النظام، هو من كتبها، ثم قدمها عن طريق الروس لكي يظهر الروس بدور الضامن والوسيط". 
وطالب بتهجير الأهالي "بشكل جماعي لأننا لا نريد الحرب لكي نحفظ أرواحنا وأرواح أطفالنا ونسائنا واهلنا" مؤكداً أن النظام لم يلتزم بالاتفاق وهو ينفذ عمليات قصف بشكل يومي. 
وحول الخيارات المطروحة قال عضو لجنة المفاوضات "الخيار العسكري مطروح وربما يرتكب النظام حماقة ويقوم باقتحام الأحياء المحاصرة، ولكن إذا حصل ذلك سنكون مجبرين ان ندافع عن أنفسنا وأهلنا حسب قدراتنا، ولأننا نرفض الحرب نطالب بنقلنا إلى الشمال السوري أو الأردن". 
وأوضح المتحدث أن روسيا هي من ترفض التهجير الجماعي "فهي من تسعى لإعادة اللاجئين والمهجرين وأقامت قبل مدة قصيرة مؤتمراً لهذا الغرض، لذلك فكيف من يسعى لإعادة اللاجئين والمهجرين، يدخل اليوم في عملية تهجير أهالي درعا" مضيفاً "لكن النظام لا يأبه لذلك هو لديه استعداد لجلب المليشيات الشيعية وإسكانها بدرعا لتكون ورقة ضغط على الأردن ودول الخليج".